الجمعة، 11 ديسمبر 2009

صفحة من مذكراتي --- أمنية بشير

صفحة من مذكراتي

استيقظت جزعة .. إنها الثامنة إلا ربعا .. لقد غفوت 30 دقيقة ..
أغمضت عيناي مرة أخرى لأحاول أن استرخي و استجمع بعض من قوتي التي فقدتها جراء سهر ليلة هي الأطول في حياتي .. لم انم ل 27 ساعة متواصلة، و عندما أعلن جسدي عن تمرده أسكته بتلك الدقائق كي استطيع أن أكمل يوما .. هو حصاد عامي الأخير ..
ذهبت لأستحم فأمامي يوم شاق طويل..
وقفت انظر لنفسي في المرآة .. وجه شاحب و عينان أرهقهما السهر ..نفس ضعيفة انعدمت فيها الثقة .. حاولت أن ابتسم لعلي أعيد لوجهي رونقا ولكن محاولاتي توجتها دمـــــوع .. وقفت عند مرآتي أبكي نفسي، و لا أدري ما نوع دموعي أحزانا أم فرح.. مسحتها و أخذت نفسا عميقا و ذهبت لأرتدي ملابسي ..
و عدت مرة أخرى لنفس المرآة .. عينان كحيلتان و وجه علته ابتسامة نمت عن ثقة بالنفس، فتاة أنيقة ارتدت سوادا علاه بياض وقفت تأملت نفسها باعتزاز .. عندها ضحكت بسخرية .. يا للمظاهر الخداعة؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
حملت حقيبتي و أردت النزول وأنا أقنع نفسي بأن كل شي على مايرام، و أن يومي هذا سينتهي على خير .. رأيت أخي جالسا، نظر إلي بنظرات غريبة لست في مزاج يسمح لي بتفسيرها وقال: " مناقشتك الساعة كم؟" .. " الساعة 11" .. " طالعة لماما؟ " .. "لا " .. لم أحس برغبة في رؤية أي شخص .. أردت فقط الذهاب الى الجامعة و أنهي مشوارا بدأت ..
ركبت السياره و نظرت لوالدي فبادلني نظرات مشجعا .. لم بتحدث معي طول الطريق على غير عادته، و اختار أن يحترم صمتي فقد كان يعلم أني بحاجة لذلك الصمت ..
سرحت بذكرياتي و بدأت من البداية .. رجوع محبط من ماليزيا جعلني مكسورة حزينة .. مرض أرقني أقلقني و أضاع الكثير من زمني لم نعرف له سببا، جعلني أقتطع أياما من عامي الدراسي و أسافر لأكتشف أن سبب مرضي هم " دكاترة السودان" .. مشاكل و هموم أثقلت كاهلي .. مشروع تخرج أفقدني صوابي .. دراسة و حلم باحراز معدل يجبر خاطري .. التزامات تجاه أسرتي حاولت أن أوفي بمعظمها .. كل هذا معا .. حمدا لله أني لم أجن ..
غادرت والدي و توجهت نحو بوابة كليتي .. و تذكرت يوم عبرتها أول مرة .. وشتان حالي ما بين المرتين .. دخلت أجر قدما وراء اخرى , هدوء لم أعهده و وجوه لم أألفها من هؤلاء لا أدري .. سرعت الخطى و دخلت .. "جوطة .. كواريك .. ميمو بيشو .. حلاتك أها جاهزه " ..و كثير من الأسئلة .. هذه الأصوات .. أعلم أني سوف أفتقدها ..
جلست .. أرتكبت .. و توترت وسألت: " وين ناس قروبي؟؟ " .. " لسة ما جوا " .. " أهاا جنس ده ما بنفع معااااااي " ..همهمت ومن ثم سكت فلا جدوى من تذمر أو همهمة .. "هدييييك جوا " ... ريان يتبعها مجاهد .. لقد مرت على ثلاثتنا أوقات صعبة إجتزناها سوية .. كم أشعر بالإمتنان نحوهم .. لقد تحملا ضيقي مرضي أخطائي و انفعالاتي ..جلسنا نحاول ترتيب أفكارنا و نجهز للقــــاء .. فاذا بي أرى هند وهي أسوء من حالي في صباحي مصفرة الوجه مرهقة مهزوزة، فارتعبت .." اذا دي هندوية عاملة كدة البافين يسواا شنو؟؟؟؟؟!! " ..التفت الى ريان وجدتها صامدة رغم خوفها الذي بدا واضحا في صوتها المرتجف .. ذهبت عند هند لأساندها، فما زادني ذلك إلا خوفا و رهبة، و قد حان دورها ..تبعتها حتى القاعة و جلست اتنقل ببصري بينها و بين ناس "نني " قروب آخر من قروبات عز الدين وقد شارفوا على الإنتهاء ..
احساس غريب .. ألم في بطني .. دوار في رأسي .. وخوف من الفشل .. خرجت بسرعة و توجهت نحو المكان الذي تركت فيه ريان و قد انتقل خوفي اليها ..
لا أدري كيف مضي الزمن و لكني وجدت ريان وقد اعتلت المنصة و بدأت، ومن ثم جاء دوري .. أحسست حينها بثقل في لساني .. تجمدت أطرافي .. أردت الصراخ و البكاء و لكني لا أملك خيارا فعلي المواصلة ..رفعت رأسي لأجد القاعة مليئة باناس كثر جاءوا للمساندة .. واذا ومضة تمنحني ابتسامة بددت كل مخاوفي فبدأت .. أتحدث و أشرح و أنقل بصري بين الحضور، فأرى د. عزالدين يومئ برأسه موافقا كلامي فأزداد ثقة و أتابع .. وارى في الركن البعيد داليا و من أمامها حى العرب يبعثان بنظرات مشجعة فأحس بالراحة و أكمل .. وحين أحس أن تعبيري قد خانني أبحث عن سونا و ايفانا فأجد ضالتي من الكلمات ..
مر الوقت سريعا ..انتهت المناقشة .. تصفيق من الحضور ..خرجت من القاعة راكضة .. ووقفت في الممر .. و رحت أقفز و أرقص لقد أنتهى كل شئ .. اسراء تعانقني و تصرخ " امنية خلصت .. " تليها شفق التي ضمتني بكل محبة فاطلقت لدموعي العنان .. عبارات المباركة و التهنئة من كل جانب ..معتز: " يا بكاية .. يلا جعري .. " فاعلم ان هذه الجملة تعني في قاموسه حمدلله على السلامة ..
"
في حاجة لازم أعملها .. "
نزلت الدرج بسرعة .. فاذا شخصان يعترضان طريقي و ينظران الي بدهشة .. أنه أخي و صديقه كانا ينتظران في الخارج .. " محمد خلاص خلصت" .. " يابت ماشو ويييييييين .. "
خرجت الى حوش الكلية و
"
أيوي ويوي يوووووووووووووووووووووووووووووووي"
حينها فقط أحسست بالراحة ..
و حينها فقط أدركت ال هذه هي النهاية .. نهاية الحلو قبل المر



أمنية بشير...

ليست هناك تعليقات: