السبت، 12 ديسمبر 2009

الجزمة --- AnyMouse

الجزمة

عندي جزمة بنية إشتريتها من بورتسودان ، وعاجباني عجبة شديدة (عجبة : Adjective من يعجب ) ...

إشتريتها بي كم و30 ألف ، لكن والله ماشاء الله ، أسي تمت معاي سنتين وفي أمان الله ، عدا عن بعض الإبتسامات ورا وقدام ،،،، بتشاغل في الأديدازات والكاتات والنايكس البقت حايمة في الكلية ،،،متهمين بيها أكثر ناس 08 و 09 (:-)

المهم

اليوما دييييك ، وبالتحديد الأربعاء الفات ، كنت شغال لي محاضرة الساعة 2 ،،، مواعيد عراضة خلاص ، لاتعرف تطلع الصباح قبل الشمس ماتفقع ، ولا تتم النومة وتمرق 1 والشمس تخلص منك النومة بي 10

ماعلينا ،،، (L

قلت ألعبا صاح ... أنوم وأطلع حداشرات ... وشنو ... أغشي بتاعين الورنيش جنب مسجد الجامعة ، أدي الجزمة عمرة كاااملة .... وفعلا ...

مع تأخير زي ساعة من الخطة (طبعا يعتبرإنجاز في السوادن) (بي سبب شكلة في الحافلة ، ماتقيف ياسواق في كل محطة ،،،، وبقيف يازول دي حافلة أبوك ،،، أقيف .... ماتقيف ... ، إنتهي الأمر بالسواق مابقيف في أي محطة ولكن :

الحافلة ماشة بي سرعة .... لو كان في حبة لياقة ... كان جكيت قدامها وكنتكت ليهو عشان ..... يفتح الشارع ---- أول مرة أعرف إنو ممكن الزول يمشي بي 40 في ش المطار ... هه هه )

وصلت زي 1 إلا ....

كان في أربعة بتاعين ورنيش ، واحد منهم فاضي ... شاب ... في نفس عمرنا ... و :

أنا : " سلام .... أسمع داير خياطة داير مايدور للمحروسة دي "

الشاب بعد ماأمسك بالجزمة واداها نظرة فاحصة جوة وبره ... " ثلاثة حبات "

أنا _ مابحب أفاصل كتير _ " خير وبركة "

شلت شبشبو ... و شال الجزمة و ...

الشاب : " يااااا عبدالله ... أجدع الخرامة ...

إلتفت عبدالله ... بتاع الورنيش الجنب اليميني ...

وجدع ... ال "خرامة "

و ....... " شكرا" .... رد الشاب المعاي ... عمر ...

الله ،، أنا بتخيل ولا بتاع الورنيش ده قال "شكرا " ...

المهم ..

بتاع الورنيش الجنبي طوالي علي اليمين إسمو "علي" .. كان ماسك ليهو جزمة .. شكلها كانت سوداء في يوم من الأيام لأستاذ شكلو من أساتذة الجامعة _المطحونين دوما _ ... في الخمسينات من عمرو ... بقرا في جريدة سياسية _ داير يفقع مرمارتو أكتر وأكتر _ ومرة مرة برفع عينو من فوق النظارة بدي الولد الشغال تعليق مافي أي لزوم ليهو من نوع .... " وضب الشغل ده كويس " ...

بتاع الورنيش العلي شمالي ... إسمو " الطيب ".... زول ساااااخر وظااااهرة في وشو من شبح إبتسامة معفوصة في طرف خشمو ... بس شكلو من جوه زول طيب فعلا ...

" الطيب " شكلو أصغر من " عمر " ... زولي ... أما عبدالله فشكلو أكبر زول في الأربعة ...

الطيب كان في نهاية تلميع جزمة لما أنا قعدت ... وفعلا ... مسحة مسحتين بالبشاورة ... نفسي أعرف بالينها بي شنو بتلمع كده .... ومد الجزمة للزبون ... وإستلم جنيهات قليلة ... وبحركة مسرحية قبل الجنيهات حامدا وحشرها في جيب البنطلون الوسخاااان ....

الطيب موجها الكلام لي عبدالله الهناك بعيد منو : " ثلاث محطة في حياتي : محطة بتاع كلاكلة ووووو حاج يوسف ... وموقف بتا بحري "

عبدالله بسرعة : ووصلت وين في السلم التعليمي ياأخينا

الطيب بإستمتاع حقيقي : " أنا ، أنا كلمت كلو السلم التعليمي ده ... "

هه هه ها ها ها .. ضحك الأستاذ الجامعي بإستمتاع وزح الجريدة بعيد ، وشكلو أول مرة يسمع المقابلة الكومدية المشهورة دي لفرقة تيراب ، وواصلو الشباب المقابلة بعد ماكمان مالقو مستمع متجاوب معاهم ...

أنا زاتي لقيت نفسي بضحك في ضحك الناس القاعدين ...

وقفو شوية ... قمت ذكرتهم بالجزء بتاع ... " الطير متبحلقة في الهواء " ... و هها هها هها ... واصلو تاني ..

طبعا في عم "علي " أو عمك علي زي مابنادو الشباب .. راجل كبير في الستينات عندو طبلية جنبنا برضو كان بضحك من قلبو ، وشاب في الثلاثبنات هو الجيلي رصيد ،

إستمر العرض لعشر دقايق لكن حركت الدم في عروق الناس كلهم ... وبنهاية الفصل الكوميدي "علي" كان وضب جزمة الأستاذ التي رجعت ... خمس أعوام للوراء ... وإمتشقها الأستاذ في سعادة ووضع في يد "علي" جنيهات وعلق : "شغلك نضيف " .

بس مامشي الأستاذ كده حتي سأل الطيب علي : أداك كم ؟

علي : ألفين

الطيب : ألفين ؟؟؟ بعد التعب ده كلو !!

علي : تعب شنو ؟ مافي تعب ، والله مرات تدعك جزمة الزبون لكازيتك يطلع ويديك ألف وااحد .. أحمدالله يازول ...

الطيب : نحمدو ..

لاحظت إنو ماشاء الله ،، مافي زول مقعدو بكون فاضي لمجة طويلة ، والزباين من كل الأشكال طلبة وطالبات وعمال وأساتذة وكلو ..

في أثناء الزحمة دي ، رفع الطيب راسو بعاين في جوقة بتاعت ناس قاطعين من النفق جايين علينا ... وبحماس نبه البقية : " حسن جا "

"حسن .. كبس " ،، "حسن جا "

وإنضم الجميع معه : "حسن كبس" ، "حسن جا "

ووصل حسن وسط هذا الترحيب حاملا شنطة ظهر منتفخة ..

وبعد عدد من الهاي فايف السريعة مع الجميع ، حتي عمك "علي" أدوهو هاي فايف ..

وضع "حسن" الشنطة و ...

"ياخ ماممكن ياخينا تزح العربية لي قادم شوية ؟؟"

الصوت المتوسل كان من "الجيلي " رصيد لصاحب "أكسنت" وقفت قدام كرتونة "الجيلي " وبقت "قافلاهو" حسب ما "الجيلي " معترض ..

طبعا صاحب العربية كأنو مافي زول بتكلم معاهو

"الطيب" برضو بحاول يقنع بتاع العربية : " ياعمك ، بس متر مترين ، عشان ماتقطع رزق الزول ده !!! "

ولكن

لا حياة لمن تنادي .. بتاع العربية مشي علي المسجد ( يصلي ) !! ... بدون حتي ، معليش ..

طبعا إضطر "الجيلي رصيد " إنو يتقل موقعو لي حتة في الشمس عشان الناس المارين يقدرو يشوفوهو ...

في هذه الإثناء لاحظت إنو "حسن" في حركة نشطة لاتنقطع يبحث هنا وهناك ، يدخل المسجد يجي راجع بي قطعة كرتونة ، ومرة حجر كبير ...

و

"يااا عمر بالله إنت من قبيل قاعد في الكرسي بتاعي وأنا أفتش "

عمر بإبتسامة اللص المقبوض متلبسا : " هه هه ، خير ياعمك بس جيب لي حاجة أقعد فيها عشان أنا شغال في جزمة الزول ده ..."

حسن : "خلاص هاك أقعد هنا "

وجاب ليهو مقعد غريب لونو أزرق ، إتضح لاحقا إنو حفاظة مويه قديمة مقلوبة ..

_الحاجة أم الإختراع _

حسن أخد ليهو مسافة في تكوبن محلو ، وبعد شوية بدا الزباين يتدفقو وأغلبهم طلبة بيشترو سجاير ...وطالبات عاوزين مناديل ..

كان الجو يسودو المرح دوما ، ونسة وضحك ، وفي نفس الوقت جدية في الشغل ، أيدي مهرة تتحرك وسط جميع أنواع الأحذية : المهترئة الممزقة ، الإسبورت الراقية ، بوت جيش ، مركوب نمري ، كلو بنفس المهارة والدقة والإتقان ...

وفجأة الناس كلها ... صنت ..

ولا حس .. و ... لا نفس ..

ولاحظت فجأة إنو في ضابط شرطة جا ماشي بي ورانا علي عربية الدورية البتقيف جنب الجامع ..

وقبل مابالكاد يمشي ، علق "الطيب" في سخريته المعتادة : "نفسي أعرف جنابو ده عندو كم كاكي ؟ كل يوم جاي بي واحد نظيف بيرقش "

ههه هه هه ضحك الجميع ، ماعارف من تعليق "الطيب" ولا تنفسا للصعداء بعد ماذهب الأعداء .

بعد شوية زمن ... جا علينا من بعيد طفل بكون عمرو زي 9 سنوات ، من أطفال الشوارع ... لابس خرق وسخانة وبنطلون لكن مكركرو مع الواطة ، بعفصو وهو ماشي ..

وقف عاين لينا مسافة ، بس نظرتو كانت خالية من أي تعبير

همم الشباب .. مختلفين في تحليل وتشخيص الحالة ... بس أجمعو في النهاية إنو مامطعاطي حاجة ... لا ... هو مجنون ... للأسف ..

فجأة .. إتحرك الطفل علي حسن بتاع الطبلية ... ومد يدو .. طلع ألف جنيه (طبعا بالقديم ) وأشر بصباعو علي السجاير ...

وحسن بدا يفتح في علبة ، عشان يدي الزبون ..

في الوقت ده ، كان عمر بقول إنو كيف الود ده جاب الألف جنيه دي ..

رد (علي) بكل حكمة : ياعمر ، ربك ده ما كريــــــــــــــــم .... بيدي العاقل والمجنون

الطفل كان مشي في الوقت ده ، وهو ماسك السجارة ، بس ماشكلو بعرف يشربها ..

لأنو كان ماسكها بصعوبة ..

أول زول علق وإعترض كان الطيب : " أسي ياحسن ، كيف تبيع لطفل زي ده سجاير ؟؟ مابتخجل !"

وأيده عمر : "والله أنا زاتي إستغربت فيك ؟ "

حسن مدافعا : " ياجماعة هو حيشتريها كان مني ولا من غيري ، وانا والله محتاج ! فببيع ليو"

الطيب : " لكن أسي ربنا ماحيسألك ، حتقول ليو شنو ؟"

حسن : " لا مابسألني ، أنا زول محتاج ... لو كنت مقرش كان معليش ."

علي مؤيدا الطيب وعمر : " بسألك يازول "

وجم حسن شوية ، وهو بفكر ...

الطيب محاولا التخفيف علي حسن بعد الهجوم من الجميع :"يازول إنت بس تاني بيع للطلبة الكبار ديل ... مامسؤول منهم ..... لكن أطفال ماواعين لسه ...ماتبيع ليهم ."

الوقت كان إتأخر والمحاضرة زمنها جا ...

والشباب خلاص زبطو الجزمة ...

أديتهم الكم جنيه ... وإتحركت ..

وأنا ماشي علي الكلية ... كنت بفكر ...

ياربي حيكون أفيد : المحاضرة ولا الزمن الأخدتو في الورنيش بتاع الجزمة ..

وصلت لإنها ....

" ....... مقارنة غير عادلة ...... "


AnyMouse


ليست هناك تعليقات: