السبت، 12 ديسمبر 2009

عرض حالات --- عمر محمود صالح


حالات خاصة (ضوء أحمر...أصفر...أنطلق )


عرضحالات:عمر محمود صالح

بسم الله بدينا نحكي , نحجي ....من زمااااان أصلي معجب بي شغل الحكواتي من جهة والعرضحلجي بتاع المحكمة من جهة تانية ....كان أطلع محامي ؟!!!!أممممم تعال قريب ...لسع ....لسع ...أسمي لسع معلق في البورد بتاع قانون لكن ياهو النصيب بس كلامك صاح حارجع تاني هناك عشان أواصل لكن ...كدي ماتطلعني من الموضوع أنا ناديتك هنا عشان نبداء مع بعض سلسلة جلد الذات ...القصص الجاية دي بتهمني أنا ..وأنت ..وأنت الهناك أي أنت لو حسيت أنها بتمسك . بتحكي عنك . بتمثلك . بتذكرك حاجات حاولت تنساها فخليك عارف أنو القصص الجاية خلال الشهر دا لو ربنا مدا في عمرنا بتشبهني أنا ,وأنت , وهي , وهم ....لي فترة بكتب عن الفانتازيا متناسي أنو الواقع العايشنو دا هو أكثر أنواع الفنتازيا تطرفاً فعشان كده .....بسم الله نبداء أولاً وأخيراً

1

الحالة الأولي (أنا ماقادرة !!!!!!!) :-

( لايمكن العودة إلي وعيك بدون ....ألم )– كارل جانج

دون إلتفاتة مني رددت متصنعاً : ( علي الأقل حاولي !)

(عااااااااااصم .....أنت لم تكلف نفسك حتي عناء سؤالي عن التفاصيل ...ياأخي أقول لك لم أستطع نسيانه ...أنا عن خالد أحكي !)

بعنف جدي نفضت درزينة الملخصات التي قمنا بتصويرها من كراس سمنة (طبعاً كراس سمنة دا عند ناس أقتصاد الخرطوم عامل زي المصحف العباسي الأول يتم تناقله بحرص شديد جيلاً فجيل للحفاظ علي حالته الممتازة حتي صار البديل المعلن عن عدد مهول من المراجع ....ثانية كالعادة طلعت من الموضوووووع أووووووف هاهي عادة أخري سيئة أتمني التخلص منها يوماً ما !!! أين كنت ؟ أين كنت؟؟ أووو هنا ....

وجدتها تنظر لي بعتاب وعيناها المغرقتان بالدمع المحتشد علي الحدود الخارجية تستجديان التعاطف ...ياألهي ... بنظرة قتلت كل خطوط دفاعي ...نظرة مزجتها بخبرة نساء ماقبل التاريخ ...هاهي ذي مجدداً تطل علينا بنظراتها التي لو علمت تستطيع أختراق الكل ...بنظرة كهذه لايمكن لمخلوق أن يرفض لك طلبا ً فقط ...ليتك تعلمين , حسناً سأتمالك نفسي قليلاً لنستعد معاً رباطة الجائش المصطنعة

(سحر ماجديد ؟؟أذكر أني والبقية أستمتعنا قبل شهر ونيف بحفل زفافك الأسطوري الذي أصر فيه زوجك أن يتحفنا بأول دخول لصالات الهيلتون وأظن أن أسمه لايحمل بطاقة خالد بل علي ماأظن يدعي بشير الأسد ..فلماذا الأن تصرين علي التحدث عن قصة أنتهت ...أنتهت ؟؟؟؟)

من دون مقدمات بدأت فلول القنوات النهرية بالتفجر من علي عيناها ..دمعاً لم تستطع لحبسه طلبا فصدرته خارجاً عن حدودها الفيزيائية الداخلية ليرتسم خطان طويلان ثم ليلتقي أسفل ذقنها الحاد نسبياً أصفي مجريي ماء رئيتهما في حياتي ...ياالله !

بشدة ألحت علي خاطرة تناديني بأن علي أن أضمها برفق لأخفف عنها !!..أستغفر الله ..قلتها في سري وبجهد جهيد قاومت شيطان الواجب هذا لأخرج من جيبي الأيسر منديل ورقي ساويته بسرعة محترفة لأخفي أمر أستخدام سابق له ولكني عندما وصلت لمرحة التقديم كان الأمر عندها قد أستتب ..أستتب تماماَ بجهودها الذاتية فطبعاً ذاك جنس مستعد دوماً لمثل هذه الحوادث اليومية بكاء لمرض بنت الجيران فبكاء للذات فبكاء لأن صديقة صديقتها رسبت في الثانوية فبكاء لأن بتاع اللبن لم يأتي بالصباح ...

متوتراً ومتخذاً وضعية الجسد الدفاعية للتحدث عاقداً كفاي أمام صدري سألتها :

(حسناً سحر ماجديد عندك ؟؟)

أطرقت المسكينة نظراتها لأعلي وكأنما تبحث بهما عن شيء مفقود بين أشجار الكلية (أتدري عاصم ....لم أستطع حتي اليوم أن أعامل زوجي كما ينبغي ..ويستحق )

سكتت برهة فأجبرت عضلات عنقي أن تحملا هذا العبء الضخم المسماه بالرأس أسفلاً فأعلي كدلالة أنتباه وتشجيع للدخول في عمق أغور فأكملت :

( حتي في أكثر لحظاتنا ...الح.حميمية أتمناه أتصوره أراه هو دون سواه !!!!)

بسرعة عدلت من جلستي لأواجه عيناها مباشرة كما دربني أستاذي صديق عندما نبغي أنتزاع الأعترافات قائلاً بطريقة خرج معها صوتي عميقاً ( وطبعاً هو هذه ضمير مستتر تقديره يعود لصديقنا خالد ؟)

أومت بوجهها لأسفل كعلامة موافقة فأكملت ( مبدئياً جيد أنك تعلمين أنك بهذا أنما تخونين زوجك !)

(عااصم ..أنا لا أسمح لك )

باغتتي الاخيرة بها واعتدلت واقفة منذرة بالمغادرة .ثم .دونما وعي مني وجدتني أمسك يسراها بقوة معيداً لها أسفلاً لأقول : ( الخيانة ياأستاذة الأجتماع مصطلح علمي مطاط يحمل أوجه معنوية غاية في الرحابة أي أنه لايستخدم فقط كترميز لحالة ما بغرفة ...عموماً دعيني أموضعك بطريقة أخري ..أترضين لنفسك أن توضعي في مقارنة مع أخري أحبها زوجك قديماً بصدق ثم تزوجك فقط لأنه وجد فيك بعض أوجه التشابه والتلاقي .فكلما أبتسمت له قال يااااااااه كم تشبهها !!! وكلما ألتمعت عيناك فرحاً رأها من منظوره السابق ؟؟؟.......................لماذا سكت الأن هي ذي الخيانة التي أتحدث عنها )

النظرة المرتسمة في الملاك المقابل لي لم تكن تضطرني لمزيد من الضغط لأن الرسالة وصلت للمتلقي واضحة .ومن دون شمع ...صدقت أستاذ فقيري فالتعبير الجسدي هو أصدق أنواع اللغة وأصفاها.

. المحادثة بعدها لم تستمر طويلاً لخصت لها بعض من خطبي العصماء الجوفاء التي أحفظها من ثنايا تلك المسكونة بالغبار ..وردت هي بوعود صادقة وكأنما أشاهدها الأن تخرج من ثنايا قلبها الشفاف الغشاء وردي الأوردة !! يااااله من وغد محظوظ ذاك الذي يحمل لقب زوج سحر أجل لهو أههم لقب حظي به وغد بالتاريخ لقب زوج سحر ...ليعلم من هناك أن الكل يحسده علي الملاك الذي ظفر به وأقتناه دون سواه في قصره ...أجل ليس خالد وحده من أحبها كلنا بمن فيهم أنا همنا بها حباً وأسررناها في نفسنا لتمزق أحشائه ألماً كلما كنا نراها مع خالد أيامنا الغابرة ثم كلما تخيلناها في عصمة سليل آل الأسد ..لقد كانت أميرة أحلام الجميع مازلت في سري أضعها كقالب لمن أتعامل معهم من الجنس الأخر ودوماً وللأبد ولابد ستستمر تحصدهم حصداً عند المقارنة فهي كائن فريد ...تباً لي أنصحهها أن تنسي خالد وليتني أنساها أنا لأستمر بالحياة فبعدها لم يعد من أمل أن تساعد الرياح الدفة لتستقر مرة أخري في شاطئ أخر..... شاطئ .....أستوب هذه قصة أخري


مع كثيرِ شمع ٍ أوقع ٌ أدناه أسمي


العرضحلجي :عمر محمود صالح

عضو مؤسس بنادي اليونسكو للقصة - الخرطوم

28-7-2009




ليست هناك تعليقات: