السبت، 12 ديسمبر 2009

قصة قصيرة --- محمد منتصر

قصة قصيرة ..جدا .. جدا .. جدا

تعالوا تعالوا ... "

اجلسوا حولي ...

آنسوني سامروني . لا أقول لكم ابنائ, فلكل منكم اهله وهم بمكانتهم, و هي ليست مكانتي. كونوا حولي وانظروا معي الى النجوم ."

" الان, فلنتحدث, ولنبدأ حديثنا بالتعارف. تقول نحن نعرف بعضنا البعض؟ اقول لك ربما, ولكن للمعرفة درجات. ما الذي نعرفه عن بعضنا حقا؟ ما الذي تعرفونه عني مثلا؟"

"كهل؟ اهذا كل ما تراه في يا فتى؟ الشيب و تجاعيد الوجه؟ لا, انا لست كهلا. قد اكون اكبر في السن منكم. ربما اكون اكبر من ابائكم واجدادكم. قد اكون حتى قد ناهزت فى العمر عقدي التاسع, ولكن هذا لا يعني اني كهل. فمازلت قويا ، سريعا, و لا يزال بريق الدنيا يشع بعيني."

"لقد تآنسنا و تسامرنا, وتحدثنا, و لم تروا مني سوي القليل, فانتم لم تنظروا الي جيدا ولم تعرفوني علي الرغم من أن معرفتي بكم قد تخجلكم."

"لا تغضب يا فتى .

ما الذي اعرفه عنك؟ اعرفك جيدا. اعرف ان لديك نار في صدرك. انت من الحماس اردت ان تصارع الجبال و تسابق الغزال. و لكنك خفت من نارك فحبستها , فاصبحت لا تخرج الا لتلسع, لا تدفئ و لا تضئ. فاقول لك, لا تخف."

"و انت ايها الفتى, انت لديك من القوة ما حملت به الدنيا على كتفيك, و حفظت هموم الناس, و كنت الشجرة التي استظلوا بها. و لكنك خفت من العبء, فتركته و هربت. فاقول لك, لا تخف."

"اما انت ايها الصغير, فانت جميل. روحك نور يهتدي به الناس, و نسيم ينعش من كاد الزوال. و لكنك خفت ان ياخذ الناس كل ما فيك, فاخفيت نورك. فاقول, لا تخف."

"و انت. ايها الجالس في الخلف. انت عميق, كبئر مياه عذبة استقى منه الناس. خوفا من الغرق, اقفلت البئر و حاولت ان تكون بركة ضحلة. فاقول لك, لا تخف."

"انا؟ انا عرفت نفسي و عشت حياتي كاملة. اذا اردتم ان تعرفوني, فاعرفوا انفسكم."



محمد منتصر

ليست هناك تعليقات: